نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد

عثمان بن سعيد الدارمي ت. 280 هجري
43

نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد

محقق

رشيد بن حسن الألمعي

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1418هـ - 1998م

مكان النشر

السعودية

وأعجب من ذلك ما رويت عن أبي حنيفة إن صدقت عنه روايتك أنه ذهب في الرؤية إلى أن يروا لآياته وأفعاله وأموره فيجوز أن يقال رآه وهذا أيضا من حجج الصبيان لما أن آياته وأموره وأفعاله مرئية منظور إليها في الدنيا كل يوم وساعة فما معنى توقيتها وتحديدها وتفسيرها يوم القيامة من أنكر هذا فقد جهل وإن كان كما ادعيت ورويت عن أبي حنيفة ما خص النبي صلى الله عليه وسلم بها يوم القيامة دون الأيام

ففي دعواك يجوز للخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم أن يقول نرى ربنا في الدنيا كل يوم وساعة لما أنهم يرون كل ساعة وكل ليلة وكل يوم أموره وآياته وأفعاله فقد بطل في دعواك قوله

﴿لا تدركه الأبصار

لأن الأبصار كل يوم وساعة تدرك أموره وآياته في الدنيا والآخرة فأنكرتم علينا رؤيته في الآخرة وأقررتم برؤية الخلق كلهم إياه في الدنيا مؤمنهم وكافرهم لما أنهم جميعا لا يزالون يرون آياته آناء الليل والنهار فخالفتم بسلوك هذه المحجة جميع العالمين ورددتم قول الله تعالى

﴿لا تدركه الأبصار

إذا ادعيتم أن رؤيته يعني إدراك آياته وأموره وأفعاله

صفحة ١٩٩