نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد

عثمان بن سعيد الدارمي ت. 280 هجري
216

نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد

محقق

رشيد بن حسن الألمعي

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1418هـ - 1998م

مكان النشر

السعودية

وتدرك منه في المعاد الرؤية والكلام والنظر عيانا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رغمك وإن كرهت قال الله تعالى

﴿وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة

﴿أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم

فهل من حواس أعظم من الكلام والنظر غير أنكم جعلتم الحواس كلمة أغلوطة تغالطون بها الصبيان والعميان لأن قولكم لا تدركه الحواس معناه عندكم أنه لا شيء لما قد علمتم وجميع العالمين أن الشيء الذي يقع عليه اسم الشيء لا يخلو من أن يدرك بكل الحواس أو ببعضها وأن لا شيء لا يدرك بشيء من الحواس في الدنيا ولا في الآخرة فجعلتموه لا شيء وقد كذبكم الله تعالى بذلك في كتابه فقال ^ كل شيء هالك إلا وجهه ^ وقال تعالى ^ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله ^ فجعل نفسه أعظم الأشياء وأكبر الأشياء وخالق الأشياء فإن أنكرت ما قلنا ولم تعقله بقلبك فسم شيئا من الأشياء شيئا صغيرا أو كبيرا يقع عليه اسم الشيء لا يدرك بشيء من الحواس الخمس غير ما ادعيتم على الأكبر الأكبر والأعظم الأعظم والأوجد الأوجد الذي لم يزل ولا يزال فجعلتم الخلق الفاني موجودا والقيم الدائم الباقي غير موجود ولا يدرك بحاسة في الدنيا والآخرة

وادعيتم على غيركم ممن لا يكيف التكييف وعلى من لا يشبه التشبيه وأنتم دائبون تكيفون وتشبهون بأقبح الأشياء وأبطل الأمثال فمرة تكيفه فتشبهه بأعمى ومرة بأقطع فكان وعظك هذا لهؤلاء كقول القائل كلمة حق يبتغى بها باطل

صفحة ٤٣١