نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد
محقق
رشيد بن حسن الألمعي
الناشر
مكتبة الرشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1418هـ - 1998م
مكان النشر
السعودية
وكيف استجزت أن تسمي أهل السنة وأهل المعرفة بصفات الله المقدسة مشبهة إذ وصفوا الله بما وصف به نفسه في كتابه بالأشياء التي أسماؤها موجودة في صفات بني آدم بلا تكييف وأنت قد شبهت إلهك في يديه وسمعه وبصره بأعمى وأقطع وتوهمت في معبودك ما توهمت في الأعمى والأقطع فمعبودك في دعواك مجدع منقوص أعمى لا بصر له وأبكم لا كلام له وأصم لا سمع له وأجذم لا يدان له ومقعد لا حراك به وليس هذا بصفة إله المصلين فأنت أوحش مذهبا في تشبيهك إلهك بهؤلاء العميان والمقطوعين أم هؤلاء الذين سميتهم مشبهة أن وصفوه بما وصف به نفسه بلا تشبيه فلولا أنها كلمة هي محنة الجهمية التي بها ينبزون المؤمنين ما سمينا مشبها غيرك لسماجة ما شبهت ومثلت ويلك إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه كما يقال إنه ملك كريم عليم حكيم حليم رحيم لطيف مؤمن عزيز جبار متكبر
وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء وإن كانت مخالفة لصفاتهم فالأسماء فيها متفقة والتشبيه والكيفية مفترقة كما يقال ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون فإذا كان كذلك فالله أبعد من الشبه وأبعد فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلها واحدا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة
صفحة ٣٠٣