نكت الهميان في نكت العميان
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
ويستخفي ويتسمع ما يسره رسول الله ﷺ إلى كبار أصحابه، في مشركي قريش، وسائر الكفار والمنافقين. وكان يفشي ذلك عنه. حتى ظهر ذلك عليه. وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته، إلى أمور غيرها. قال ابن عبد البر: كرهت ذكرها. وكان النبي صلى اله عليه وسلم إذا مشى يتكفى وكان الحكم يحكيه، فالتفت فرآه يفعل ذلك. فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: فكذلك فلتكن. فكان الحكم مختلجًا مرتعشًا من يومئذ. وعيره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. فقال: في عبد الرحمن بن الحكم:
إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلجًا مجنونا
يمسى خميص البطن من عمل التقى ... ويظل من عمل الخبيث بطينا
وعن عبد الله نب عمرو بن العاص. قال قال رسول الله ﷺ: يدخل عليكم رجل لعين. قال عبد الله: وكنت قد تركت عمرًا يلبس ثيابه، ليقبل إلى رسول الله ﷺ. فلم أزل مشفقًا أن يكون أول من يدخل، فدخل الحكم بن أبي العاص. ولما أحضره عثمان ﵁ إلى المدينة. وصل رحمه، وبره، وأعطاه مائة ألف درهم. وقد احتج الناس لعثمان ﵁، فقيل لعل رسول الله ﷺ قال سرًا: إذا صار هذا الأمر إليك فاردد عمك. وعلى الجملة فله عموم الصحبة، وهو جد عبد الملك بن مروان. وتوفي سنة إحدى وثلاثين للهجرة، بعد ما أضر بأخرة.
حماد بن زيد: بن درهم. الإمام الأزدي مولاهم، البصري الأزرق الضرير، الحافظ
1 / 124