148

============================================================

* ودخلت سنة آربع وستين وستمائة والخليفة بحاله، والملوك كذلك خلا صاحب مراكش الملقب بالمرتضى فإنه قتل، وولى مكانه أبو العلاء، ولقب بالوائق (1).

وفى هذه السنة، فى مستهل شعبان، خرج السلطان الملك الظاهر إلى صفد، وترك النائب بالقاهرة الأمير عز الدين الحلي فى خدمة الملك السعيد ولده، ونزل عين جالوت، وقدم الأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي على عسكر، وكذلك الأمير سيف الدين قلاوون الألفي، وتوجهوا للغارة على بلاد الساحل، فغاروا على عكا وصور وعرقة وحلبا وطرابلس وحصن الأكراد، وهذه الغارة كانت على هذه الأماكن فى سلخ شعبان، وغنموا وسبوا، ثم نزل العسكر على 41 2ب] صفد فى ثامن رمضان، ونصب عليها المجانيق، ودام عليها الحصار إلى مستهل شوال، فجد فى قوة الزحف والنقوب، وفتحها يوم الثلاثاء، خامس عشر شوال بعد أن طلبوا الأمان، وشرط عليهم أن لا يستصحبوا معهم مالا ولا سلاحا، وآن يفتشوا عند خروجهم، فان وجد مع أحد منهم شيء من ذلك انتقض العهد(2).

فلما كان يوم الجمعة، ثامن عشر شوال طلعت السناجق المنصورة على الأسوار والأبراج مؤيدة بالظفر والنصر، مرفوعة على قمم الأعداء وحصونها بالغلبة والقهر، ووقف السلطان بنفسه على بابها، فأخرج من كان بها من الداوية(2) والاسبتار وغيرهم، (1) المصدر السابق ج8 ص 116.

(2) فى السلوك للمقريزى ج1 ص547: "... فأمنهم على ألا يخرجوا بسلاح ولا لامة حرب ولا شييء من الفضيات، ولا يتلفوا شيئا من ذخائر القلعة بنار ولا هدم"، وراجع: اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج2 ص336 - 338، أبا الفداء. المختصر ج4 ص3، النويرى . نهاية الأرب ج 30 ص 285 - 290، الدوادارى كنز الدررج8 ص116- 117، العمرى. مسالك الأبصار ج 3 ص351، ابن الوردى. التاريخ ج2 ص 311، ابن حيب. درة الأسلاك ج1 ص 211، العينى . عقد الجمان/ المماليك ج1 ص420 - 422، ابن كثير . البداية والنهاية ج17 ص465، المقريزى. الخطط ج4 ص202، السلوك ج1 ص544 - 547، ابن سباط . صدق الأخبارج1 ص412 - 413.

(3) فى الأصل: "الذيوية".

148

صفحة ١٤٨