نهج الرشاد في نظم الاعتقاد
محقق
أبو المنذر المنياوي
الناشر
أرسله محققه للمكتبة الشاملة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
تصانيف
. . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . الْحَبْرِ (١)
الفصل الثالث
سبب تسمية المنظومة بنهج الرشاد
١٤٢ - وَسَمَّيْتُهَا نَهْجَ (٢). . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
(١) أي العالم، والصالح، وقد سبق بيان معنى القتم عند التعليق على البيت العاشر.
والناظم هنا قد نسب اعتقاده للإمام أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي؛ لأنه صار علمًا على أهل السنة والجماعة، وإمامًا في عصر المأمون في المحنة التي أبتلي بها علماء السلف في ذلك العهد، فإن المأمون أدخل على الأمة الإسلامية من علم اليونان، وعلم الكلام ما يستحق عليه الجزاء من الله ﷿؛ لأنه أدخل على الأمة علومًا أفسدت العقائد، ونصر البدعة نصرًا عزيزًا، وحصل منه إيذاء لأهل السنة فكان يحبسهم، ويشهِّر بهم ويطوف بهم في الأسواق ويضربهم، والعياذ بالله، مما اضطر كثير من العلماء إلى أن يوافقوا ولو ظاهرًا على سبيل أنهم مكرهون ومنهم من تأول، ولكن الإمام أحمد ﵀ ومحمد بن نوح أصرا على أن يعلنا الحق بدون تأويل، ولكن محمد بن نوح توفي، وصلى عليه الإمام أحمد الذي بقي وحيدًا يدافع عن السنة، وعقيدة المسلمين، وحصل له من الإيذاء والإهانة ما لا يصبر عليه إلا أمثاله حتى كانوا يجرونه في الأسواق بالبغلة، ويضربونه بالسياط حتى يغمى عليه، وهو صابر ومصمم على أن يبقى على ما هو عليه من قول الحق، لأنه لو قال خلاف الحق في ذلك الوقت ولو بالتأويل لضل الناس، إذ أن الناس ينتظرون ماذا يقول الإمام أحمد بن حنبل، فبذلك استحق أن يكون إمامًا. وقال الإمام علي بن المديني: أحمد إمامًا فيما بيني وبين الله تعالى، وقال: أحمد سيدنا حفظ الله أحمد هو اليوم حجة الله على خلقه، وقال: إن الله تعالى أعز هذا الدين برجلين لا ثالث لهما: أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة. ومناقب الإمام أحمد كثيرة أفرد سيرته البعض بالتأليف، ومن ذلك على سبيل المثال: سيرة الإمام أحمد بن حنبل لابنه صالح بن أحمد، ومناقب الإمام احمد بن حنبل لابن الجوزي، ومحنة الإمام احمد بن حنبل لعبد الغني المقدسي، والجوهر المحصل في مناقب الإمام أحمد بن حنبل لمحمد بن السعدي الحنبلي، إلى غير ذلك من المؤلفات.
(٢) قال الجوهري في الصحاح مادة (نهج): [النَهْجُ: الطريق الواضح. وكذلك المَنْهَجُ والمِنْهاجُ. وأَنْهَجَ الطريقُ، أي استبانَ وصار نَهْجًا واضحًا بَيِّنًا. قال يزيد بن الحذَّاق العبديّ:
ولقد أضاءَ لك الطريقُ وأَنْهَجَتْ ... سُبُلُ المَسالِكِ والهُدى تُعْدي
أي تُعين وتقوِّي. ونَهَجْتُ الطريق، إذا أَبَنْتَهُ وأوْضحته. يقال: اعْمَلْ على ما نَهَجْتُهُ لك ...]
1 / 122