جميع الشؤون الدينية لجميع المذاهب الإسلامية تحت أمر سماحة القاضي وهو عالم كبير جامع للمعقول والمنقول.
ولما استلم منصب القضاء الرفيع بدأ بنقض المذاهب الثلاثة التي لم يتمذهب بها وعلى رأسها المذهب الحنفي.
وافتتح باب المناظرات والمجادلات الدينية بين أرباب المذاهب الإسلامية وعلمائها وراجت سلعة المخاصمات والنزاع. حتى وصل الأمر إلى المشاتمة بين علماء المذهبين الشافعي والحنفي!.
وفي سنة 707 ه. جاء ابن صدر جهان الحنفي من مدينة- بخارى- إلى العاصمة. وكان يتعصب شديدا للحنفية. فاشتد الجدال والخصام بينه وبين القاضي وآل الأمر إلى الفضيحة حيث لم يقصر كل واحد من علماء الطائفتين عن ذكر قبائح المذهب الآخر وسخائف ما فيه من الأصول والفروع حتى وصل الأمر إلى الإهانة بالإسلام!!.
وأدى الأمر إلى ملال أمراء المغول وندامتهم من ترك مذهبهم واعتناقهم للإسلام .. وغضب الشاه خدابنده على المناظرين حتى قام من مجلس المناظرة وخرج ... ثم خاطب الأمير المغولي- قتلفشاه- أمراء المغول قائلا:
قد صدرت منا خبطة عشواء حيث تركنا ملة آبائنا ورفضنا- إلياسا الجنكيزي- ودخلنا في دين العرب. وهو دين يختلف فيه المتدينون به اختلافا شديدا كما ترون، فالأولى أن نرجع إلى ملة آبائنا ونعمل ب: ياسار:
وانتشر الخبر في الجيش المغولي فنفروا من الإسلام وكانت النفرة تزداد بينهم يوما فيوما فكان إذا رأى أحدهم رجلا من أصحاب العمائم يستهزىء به ويطعن عليه!.
ولم يكتفوا بذلك حتى تركوا عقد الزواج على طريق الإسلام.
وبقي الشاه أولجايتو متفكرا حائرا في أمر دينه ثلاث سنين ولم يختر مذهبا بعد رفض الحنفية، ولكنه لم يترك الإسلام ولم يرتد على أعقابه بالرغم
صفحة ٣٠