نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

المققري ت. 1041 هجري
62

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار صادر-بيروت

مكان النشر

لبنان ص. ب ١٠

فلله سبحانه الحمد على نعمه التي جلت، ومننه التي نزلت بها النفوس مواطن التشريف وحلت: من يهده الرحمن خير هدايةٍ يحلل بمكة كي يتاح المقصدا وإذا قضى من حجه الفرض انثنى يشفي برؤية طيبة داء الصدى وكان حظي في هذه الحال تذكر قول بعض الوشاحين من الأندلسيين الذين كان لهم ارتحال إلى تلك المعاهد الطاهرة، والمشاهد الزاهرة، التي تشتد إليها الرحال: يا من لعبدٍ به افتقار إلى أيادٍ له جسام فضلك مدنٍ لخير مدن حل بها سيد الأنام لم يهف قلبي لحب ليلى ولا سعادٍ ولا الرباب لاقى شجونًا ونال ويلا من هام في ذلك الجناب بل مال مني الفؤاد ميلا لمن له الحب لا يعاب قلبي والله مستطار مذ حل في بيته الحرام ذا الحجر والركن خير ركن وزمزم الخير والمقام ذابت قلوب المطي عشقًا وركبها واستوى المراد إلى حبيب القلوب حقا الحي والميت والجماد إلى الذي ليس فيه يشقى من حبه داخل الفؤاد شكوا وقد طالت السفار هم ومطاياهم السقام فهي قسي من التثني والقوم من فوقها سهام ولست من سكرتي مفيقا حتى أرى حجرة الرسول فإن يسهل لي الطريقا فذاك أقصى منىً وسول

1 / 42