الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
محقق
د. عبد الحميد هنداوي
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
تصانيف
إنما: افتتح الكلام في هذا الموضع بهذا القول؛ رفعا للخشية، ودفعا للاستحياء عن هذه المسألة.
و(الرمة) - بكسر الراء، وتشديد الميم-: العظم البالي، والجمع: رمم ورمام؛ تقول منه: رم العظم يرم- بالكسر- رمة؛ فهو رميم، ويقال: إنما سميت (رمة)؛ لأن الإبل ترمها، أي: تأكلها.
[٢٢٨] ومنه: حديث عائشة- ﵂، عن النبي ﷺ أنه قال: (إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن).
(يستطيب بهن) أي: يستنجى بهن، وسمي الاستنجاء استطابة؛ لما فيه من إزالة النجاسة، وتطهير موضعها من البدن.
[٢٣٠] ومنه: حديث رويفع بن ثابت- ﵁، قال لي رسول الله ﷺ: يا رويفع، لعل الحياة ستطول بك بعدي؛ فأخبر الناس أن من عقد لحيته ... الحديث)
(طال الحياة به) أي: امتد، والباء في قوله: (بك بمعنى الإلصاق، وتقدير الكلام: لعل الحياة سيمتد ملتصقا بك، ومستمرا.
وعقد اللحية: معالجتها حتى تنقعد وتتجعد من قولهم: جاء فلان عاقدا عنقه: إذا لواه كبرا، والذئب الأعقد: الملتوى الذنب.
والمعنى: من لواها وجعدها.
وإنما كره ذلك؛ لما فيه من التوضيع والتأنيث والتشبيه بمن ليس من أهل الملة.
ويقال: إن أهل الجاهلية كانوا يعقدونها في الحروب، وكذلك الأعاجم.
1 / 135