الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

٤٦ - وقال في قوله: لئن ذمت الأعداء سوء صباحها ... فليس يؤدي شكرها الذئب والنسر من قول مسلم: لو حاكمتك فطالبتك بذحلها ... شهدت عليك ثعالبٌ ونسور وذكر وقوع الذئاب وغيرها والنسور وما سواها من الطير على القتلى معنى متداولٌ ومعروفٌ، وهو في بيت أبي تمام غيره في بيت مسلم؛ لأن مسلمًا قال لممدوحه: لو حاكمتك - يريد الفرقة والعصب التي لقيتك - في مطالبتك بثأر من قتلت منها لشهدت عليك الثعالب والنسور، وأبو تمام قال على سبيل الاستهزاء: لئن ذمت الأعداء سوء صباحها فليس يؤدي الذئب والنسر شكرها؛ لكثرة ما أكلا منها، وهذا المعنى غير ذاك، والله أعلم.