85

الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء

عثمان بن مظعون كان فى جوار الوليد بن المغيرة، فكان لا يؤذى كما يؤذى أصحابه؛ فسأل الوليد أن يبرأ من جواره فبرىء منه. فجلسا مع القوم ولبيد ينشدهم: ألا كلّ شىء ما خلا الله باطل فقال عثمان: صدقت. ثم أنشد لبيد باقى البيت: وكلّ نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت. فأسكت القوم، ولم يدروا ما أراد بذلك. ثم أعادها الثانية فصدقه عثمان؛ وكذبه لأنّ نعيم الجنة لا يزول. وذكر باقى الحديث. وأنكر على لبيد قوله «٩٣»: لو يقوم الفيل أو فيّاله ... زلّ عن مثل مقامى وزحل «٩٤» لأنه ليس للفيّال مثل أيد الفيل فيذكره «٩٥» .

1 / 85