الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء

المرزباني الخراساني ت. 384 هجري
40

الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء

النّصب «٩»، وتمدّ أصواتها بالنشيد، وتزن الشعر بالغناء؛ فقال حسان بن ثابت «١٠»: تغنّ فى كلّ شعر أنت قائله ... إنّ الغناء لهذا الشعر مضمار «١١» قال عمر: فحدثنى خلّاد الأرقط إن شاء الله أو غيره من علمائنا، قال: كان النابغة يقول: إن فى شعرى لعاهة ما أقف عليها، فلما قدم المدينة تغنّى فى شعره بقوله: فتناولته واتقتنا باليد «١٢» فمدت المغنية الدال مخفوضة، وامتدّ بها الصوت منخفضا، ثم قالت: يكاد من اللطافة يعقد «١٣» فمدت الدال مضمومة، وامتدّ بها الصوت مضموما؛ فتبيّن له عيب شعره، فكان يقول: وردت يثرب وفى شعرى بعض العهدة «١٤»، فصدرت وأنا أشعر العرب. روى أحمد بن أبى طاهر، عن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى، قال حدثنى محمد بن كناسة، قال: جعل أبوك يوما يعيب شعر الكميت، ويتتبع مساويه؛ فقلت له: ما أحد يتتبّع عليه ما تتبعت من شعر الكميت إلّا وجد فى شعره عيب، فاختر من شئت. قال. قد اخترت النابغة، فقلت: ما معنى قول النابغة «١٥»: أرسما جديدا من سعاد تجنّب لم يتجنب رسمها؟ ثم قال عقب هذا: عفت روضة الأجداد «١٦» منها فيثقب

1 / 40