97

الموشى

محقق

كمال مصطفى

الناشر

مكتبة الخانجي،شارع عبد العزيز

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٧١ هـ - ١٩٥٣ م

مكان النشر

مصر - مطبعة الاعتماد

قال: من مات محبًا، ... فله أجرُ الشهاده ممن يحسن الحب واعلم بأن العشق يَحسُنُ بأهل العفّة والوفاء، ويقبحُ بأهل العهر والخَنى مع أن الهوى قد فسد وقلّ الوفاء وكثُرت الخيانة والغدر، واستعمل الناس في العشق شيئًا ليس من سُنّة الظرف، ولا من أخلاق الظرفاء، وذلك أن أحدهم متى ظفر بحبيبه، وأصاب الغفلة من رقيبه، لم يَعفّ دون طلب الصفاء. أنشدني عبد الحميد المَلطي: قد فسد الحب وهان الهوى، ... وصار من يعشق مُستعجلا يريد أن ينكِحَ أحبابه، ... من قبلِ أن يسهر، أو يَنحُلا ولأحمد بن أبي فنَن في مثل ذلك: أنا لا أَبْدا بغدرٍ أبدًا، ... فإذا ما غدرَت لم أتَّركْ واجدًا منها بديلًا مثل ما ... وَجَدَت مني بديلًا، لا تَشُكّ أتُراني أقعد الليل لها ... ساهرًا أطلب وَصلًا قد هلكْ وهْيَ فيما تشتهي لاهيةٌ، ... مِتُّ إن دار بهذين فَلَكْ كان للناس وفاءٌ مرّةً، ... فانقضى، وانحلّت اليوم التّكَكْ مسامير الحبّ وحدثني أبو العَيناء قال: حدثني الجاحظ قال: كتب بعض الظرفاء إلى مُلْك جارية أبي جعفر: يا مُلْكُ قد صِرتُ إلى خُطةٍ، ... وكنتُ فيها منْكِ ذا ضَيمِ يلومني الناسُ على حبّكم، ... والناس أولى فيكِ باللوم

1 / 97