291

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

محقق

مرزوق علي إبراهيم

الناشر

دار الراية

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٥ هـ

سنة النشر

١٩٩٥ م

تصانيف

الجغرافيا
اسُتُجِيبَ لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ إِلَى مَوْضِعِ البيت، حتى بوأ الله مكانه إبراهيم.
قال أهل السير: فلما ولد للخليل إسماعيل، أمره الله تعالى ببناء الْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! بَيِّنْ لِي صِفَتَهُ، فأرسل الله سحابة على قدر الْكَعْبَةِ، فَسَارَتْ مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَقَفَتْ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ وَنُودِيَ: ابْنِ عَلَى ظِلِّهَا، لا تَزِدْ وَلا تَنْقُصْ. فَكَانَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يناوله الحجارة، فلما فرغا منه، أوحى الله تعالى إليه: ﴿وأذن في الناس بالحج﴾، فَقَالَ: يَا رَبِّ! وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟
فَقَالَ: عليك الأذان وعلي البلاغ، فعلا ثبير، ونادى يا عباد الله! إن لله بيتًا فحجوه.
قَالَ مُجَاهِدٌ: فَلَبَّى كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَأُسْمِعَ من بين المشرق والمغرب، فأجابوه: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، فَإِنَّمَا يَحُجُّ الْيَوْمَ مَنْ أَجَابَ يومئذٍ.
ثُمَّ إِنَّ الْبَيْتَ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمٍ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، وَكَانَ بِنَاءُ قُرَيْشٍ لِلْبَيْتِ وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ ﷺ غُلامٌ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْحُلُمَ، أجمرت امرأة الكعبة، فطارت شرره، فَأَحْرَقَتْ ثِيَابَ الْكَعْبَةِ، فَوَهَى الْبَيْتُ، فَنَقَضَتْهُ قُرَيْشٌ وبنته، فلما

1 / 354