مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
محقق
مرزوق علي إبراهيم
الناشر
دار الراية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٥ هـ
سنة النشر
١٩٩٥ م
تصانيف
الجغرافيا
١٩٩- وَفِي «الصَّحِيحَيْنِ» مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ [﵁]، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاث مئة وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بعودٍ كَانَ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ:
«جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ الباطل كان زهوقًا، جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ» .
ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى حنين وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ يُصَلِّي بهم، ومعاذ بن جبل يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ وَالْفِقْهَ.
وَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَكَّةَ، بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى وَكَانَتْ بِنَخْلَةَ، وَكَانَتْ لِقُرَيْشٍ وَجَمِيعِ بَنِي كِنَانَةَ وَهِيَ أَعْظَمُ أَصْنَامِهِمْ.
قَالَ الضَّحَّاكُ: هِيَ صَنَمٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهَا شَجَرَةٌ كَانَتْ لِغَطْفَانَ يَعْبُدُونَهَا، وَبَعَثَ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ صنم عمرو بن جهينة الدوسي، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع وهو صنم لهذيل وَبَعَثَ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الأَشْهَلِيَّ إِلَى مَنَاةَ.
قال الضحاك: هو صنم لهذيل وخزاعة يعبده أهل مكة، وَقَالَ قَتَادَةُ: بَلْ كَانَتْ مَنَاةُ لِلأَنْصَارِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيَدَةَ: كَانَتِ اللاتُ وَالْعُزَّى وَمَنَاةُ أَصْنَامًا مِنْ حِجَارَةٍ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ يَعْبُدُونَهَا.
1 / 337