مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
محقق
مرزوق علي إبراهيم
الناشر
دار الراية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٥ هـ
سنة النشر
١٩٩٥ م
تصانيف
الجغرافيا
وَالثَّانِي: مَا رَوَاهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَنَّ آدَمَ ﵇ لَمَّا نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ اشتد بكاؤه، فوضع الله [﷿] لَهُ خَيْمَةً بِمَكَّةَ مَوْضِعَ الْكَعْبَةِ قِبْلَ الْكَعْبَةِ، وَكَانَتِ الْخَيْمَةُ يَاقُوتَةً حَمْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ وَفِيهَا ثلاث قَنَادِيلَ، فِيهَا نُورٌ يَلْتَهِبُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَكَانَ ضَوْءُ النُّورِ يَنْتَهِي إِلَى مَوَاضِعَ الْحَرَمِ، وَحَرَسَ الله تعالى تلك الخيمة بملائكة، فكانوا يقفون على مواضع أنصاب الحرم يحرسونه ويذودون عن سُكَّانَ الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ، رَفَعَهَا إِلَيْهِ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ ﵇ لَمَّا بَنَى الْبَيْتَ، قَالَ لإسماعيل: أَبْغِنِي حَجَرًا أَجَعَلُهُ لِلنَّاسِ آيَةً. فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ [﵇] ورجع ولم يأته بشيء، وَوَجَدَ الرُّكْنَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لك هذا؟ قال: جاء بِهِ مَنْ لَمْ يَكِلْنِي إِلَى حَجَرِكَ، جَاءَ به جبريل فوضعه إبراهيم فِي مَوْضِعِهِ هَذَا، فَأَنَارَ شَرْقًا وَغَرْبًا وَيَمِينًا وشمالًا، فحرم الله الحرم حيث انتهى نور الركن وإشرافه مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.
1 / 189