المستطرف في كل فن مستظرف

شهاب الدين الأبشيهي ت. 850 هجري
38

المستطرف في كل فن مستظرف

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

بيروت

(حرف الواو) - ولم أر كالمعروف أمّا مذاقه ... فحلو وأمّا وجهه فجميل - وإذا خشيت من الأمور مقدرّا ... وهربت منه فنحوه تتوجّه - والرزق يخطىء باب عاقل قومه ... ويبيت بوّابا بباب الأحمق - ولا يغررك طول الحلم منّي ... فما أبدا تصادفني حليما - ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب - وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأنّي كامل - وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عدّ من سقط المتاع - وما المرء إلا كالهلال وضوئه ... يوافي تمام الشهر ثم يغيب - وقد تسلب الأيام حالات أهلها ... وتعدو على أسد الرجال الثعالب - ومن يأمن الدهر الخؤون فإنني ... برأي الذي لا يأمن الدهر أقتدي - وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخرا يكون كصالح الأعمال - ومن يكن الغراب له دليلا ... يمرّ به على جيف الكلاب - ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا «١» ... من الزاد يطرح نفسه أيّ مطرح - ولربما منع الكريم وما به ... بخل ولكن سوء حظ الطالب - ولا بات يسقينا سوى الماء وحده ... وهذا جزا من بات ضيف الضفادع - ومن عاش في الدنيا فلا بدّ أن يرى ... من العيش ما يصفو وما يتكدر - ولو دامت الدولات دامت لغيرنا ... رعايا ولكن ما لهنّ دوام - وأحسن فإنّ المرء لا بدّ ميّت ... وأنّك مجزيّ بما كنت ساعيا - ولا ترينّ الناس إلّا تجملا ... وإن كنت صفر الكفّ والبطن طاويا - وما لا مرىء طول الخلود وإنّما ... يخلّده طول الثناء فيخلد - ولربّ نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها المخرج - وكان رجائي أن أعود ممتّعا ... فصار رجائي أن أعود مسلّما - وتجلّدي «٢» للشامتين أريهم ... أنّي لريب الدهر لا أتضعضع - ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أو يتوجع - وهوّن حزني عن خليلي أنّني ... إذا شئت لاقيت الذي مات صاحبه - ويوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر (حرف اللام ألف) - لا تنظرنّ إلى الجهالة والحجى «٣» ... وانظر إلى الإقبال والإدبار - لا يسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد من الخبر - لا يصبر الحر تحت ضيم ... وإنما يصبر الحمار - لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم - لا يبالي الشتم عرض ... كلّه شتم وذمّ - لا تنظرنّ إلى امرىء ما أصله ... وانظر إلى أفعاله ثم احكم - لا يسكن المرء في أرض يهان بها ... إلا من العجز أو من قلّة الحيل - لا يقبلون الشكر ما لم ينعموا ... نعما يكون لها الثناء تبيعا

1 / 43