388

بالعشر العاشر من أصحاب محمد (ص) فلئن كان الأمر كذلك لقد خاب وخسر أصحاب محمد، إن كان هذا الرجل مع هذه الأحكام أعلم منهم.

208- ومما نقموا عليه:

أن رجلا من اليهود أصيب مقتولا في سكك المدينة، فخطب الناس، وناشدهم عنه، فقام إليه رجل معه سيف مضرج بدمه، وأنشده شعرا، زعم أنه لليهودي وهو:

وأشعث غرة الإسلام مني

خلوت بعرسه ليل التمام

وقال: يا أمير المؤمنين، إن أخي خرج غازيا في جيش، وخلفني في أهله أتعهدهم، فأتيت منزله، فإذا أنا بهذا اليهودي قاعد مع أهله، فلم أملك نفسي أن دخلت عليه فضربته بهذا السيف حتى برد، فقال عمر: اقتل وأنا شريكك

، فأبطل حدا، وأطل دما، والأمة مجتمعة أنه لا يقبل قول مدع إلا ببينة، فصدق القاتل بلا بينة على ما ادعاه، وقد أقر بالقتل وأبطل الدم من الرجل المعاهد بدعوى القاتل بغير بينة (1) وقد قذف إمرأة مسلمة محصنة بمعاهد، وأزال عنه الحد بادعاء (2) الخصم بلا بينة، فما العجب إلا من المهاجرين والأنصار أن يكونوا قد وقفوا على

صفحة ٥٣٢