ومنهم: عداس مولى عتبة بن ربيعة، وكان من أهل نينوى، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف حين خرج يدعوهم إلى الله عزوجل، وكان له مع النبي صلى الله عليه وسلم خطب في الحديقة، وقتل يوم بدر على الئصرانية، وكان ممن يبشربالنبي صلى الله عليه وسلم.
أبو قيس صرمة بن أبي أنس
ومنهم: أبو قيس صرمة بن أبي أنس من الأنصار من بني النجار،وكان ترهب، ولبس المسوح، وهجر الأوثان، ودخل بيتأ، واتخذه مسجدا لا تدخله طامث ولا جنب، وقال: أعبد رب إبراهيم، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلم وحسن إسلامه، وفيه نزلت آية السحور: " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " وهو القائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... بمكة لا يلقى صديقأ مؤاتيا
أبو عامر الأوسي
ومنهم: أبو عامر الأوسي واسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان،من بني عمروبن عوف، من الأوس وهوأبوحنظلة غسيل الملائكة، وكان سيدا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان له معه خطب طويل، فخرج في خمسين غلاما، فمات علىالنصرانية بالشام.
عبد الله بن جحش الأسدي
ومنهم: عبد الله بن جحش الأسدي من بني أسد بن خزيمة، وكانت عنده أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد قرأ الكتب فمال إلى النصرانية، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى أرض الحبشة فيمن هاجر من المسلمين ومعه زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، ثم إنه ارتد عن الإسلام هنالك وتنصر، ومات بأرض الحبشة، وكان يقول للمسلمين: إنا فقحنا وصأصاتم، يريد أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر، وهذا مثل ضربه لهم، وذلك أنه يقال للكلب إذا فتح عينيه بعدما يولد، وهو جرو: قد فقح، وإذا كان يريد أن يفتحهما ولم يفتحهما بعد قيل: صأصأ، ولما مات عبد الله بن جحش تزوج رسور الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان، زوجها إياه النجاشي، وأمهرها عنه أربعمائة دينار.
بحيرا الراهب
ومنهم: بحيرا الراهب، وكان مؤمنا على دين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، واسم بحيرا في النصارى سرجس، وكان من عبد القيس، ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام في تجارة وهو ابن اثنتي عشرة سنة ومعهما أبو بكر وبلال، مروا ببحيرا وهو في صومعته، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته ودلائله وما كان يجمه في كتابه ونظر إلى الغمام تظله حيث ما جلس، فأنزلهم بحيرا، وأكرمهم، واصطنع لهم طعاما، ونزل من صومعته حتى نظر إلى خاتم النبوة بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع يده على موضعه، وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأعلم أبا بكر وبلالا بقصته، وما يكون من أمره، وسأل أبا طالب أن يرجع به من وجهه ذلك، وحذرهم عليه من أهل الكتاب، وأخبر عمه أبا طالب بذلك، فرجع به، فلما رجع من سفره ذلك، كان بدء قصته مع خديجة وما أظهر الله لها من دلائل نبوته، وما أخبرت به مما كان منه في طريقه.؟؟؟؟؟؟ قال المسعودي: فهذه جمل مبدأ الخليقة إلى حيث انتهينا من هذا الموضع ولم نشبه بشيء غيرما جاءت به الشرائع، ونطقت به الكتب، وأوضحت عنه الرسل عليهم الصلاة والسلام.ولنذكر الان بدء ممالك الهند، ولمعا من آرائها، ونتبع ذلك بذكر سائر الممالك، إذ كنا قدمنا جملا من ذكر ملوك الإسرإئيليين على حسب ما وجدنا في كتب الشرعيين، والله أعلم.
ذكر جمل من أخبار الهند وآرائها وبدء ممالكها وملوكها
صفحة ٢٦