المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

ابن الخشاب ت. 567 هجري
69

المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب

محقق

علي حيدر (أمين مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق)

رقم الإصدار

دمشق

سنة النشر

١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م

تصانيف

فصل ويدل على أن "كلا وكلتا" اسمان مفردان- وأن أفادا معنى التثنية- عود الضمير إلى كل واحد منهما مفردًا، كقوله ﷿ ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا﴾ (١) ولم يقل آتتا أكلها. وقد جاء في الشعر عود الضمير إلى كلا مثني على المعنى، وهو قوله: (كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي) (٢) وهذا الشاعر قد استعمل اللغتين، أعني الحمل على اللفظ- وهو الاقيس- في قوله رابي، ولم يقل رابيان، والحمل على المعنى في قوله: قد أقلعا، ولم يقل قد أقلع. كما جاز في كل رد ضميرها على المعنى في قوله ﷿ ﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾ (٣) والرد على اللفظ في قوله سبحانه ﴿َكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ (٤)

(١) [الكهف ١٨: ٣٣] ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾. (٢) الشعر للفرزدق (.. - ١١٠/ ٧٢٨)، يعير به جريرًا، لتزويجه ابنته عضيدة للابلق. والضمير في "كلاهما" يعود لأم غيلان، عضيدة، وزوجها الأبلق. كلا أنفيهما رأبي: يريد أحدهما الربو من المماحكة والممارسة. الديوان: ٣٤، النوادر: ١٦٢، الخصائص ٢: ٢٤١، ٣: ٣١٤ الأنصاف ٢: ٤٤٧ أسرار العربية ٢٨٧، شرح المفصل ١: ٥٤، اللسان (سكف) الخزانة ١: ٦٣، ٢٨٠، ٢: ٢٠٠. (٣) [النمل ٢٧: ٨٧] ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾. (٤) [مريم ١٩: ٩٦].

1 / 70