المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز

أبو شامة ت. 665 هجري
88

المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز

محقق

طيار آلتي قولاج

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

في قراءتنا وإن وجه رسول الله ﷺ قد تغير، ووجد في نفسه حين ذكرت له الاختلاف فقال: "إنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" ثم أسر إلى علي، فقال علي: إن رسول الله ﷺ يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم، قال: فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حروفا، لا يقرؤها صاحبه (١) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. وفي السنن الكبير عن سليمان بن صرد (٢) عن أبي بن كعب قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتينا النبي ﷺ فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: "بلى"، قال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ قال: "بلى"، قال: "كلاكما محسن"، قلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، قال: فضرب صدري وقال: "يا أبي إني أقرئت القرآن، فقيل لي: أعلى حرف أم على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لي: أعلى حرفين أم ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، [٣٢ظ] فقلت: ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف"، قال: "ليس فيها إلا شافٍ كافٍ، قلت: غفور رحيم، عليم حكيم، سميع عليم، عزيز حكيم، نحو هذا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب" (٣) . قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة،

(١) المستدرك ٢/ ٢٢٣. (٢) هو سليمان بن صرد بن الجون الخزاعي، أبو مطرف الكوفي، صحابي، توفي سنة ٦٥ هـ "الإصابة ٢/ ٧٥؛ تهذيب التهذيب ٤/ ٢٠٠". (٣) السنن الكبرى ٢/ ٣٨٣.

1 / 87