المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
محقق
طيار آلتي قولاج
الناشر
دار صادر
مكان النشر
بيروت
وَقُرْآنَهُ﴾، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ (١)، قال: أنزلناه فاستمع له ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ (٢) أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل ﵇ أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى (٣) .
وفي رواية: كان النبي ﷺ يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فأنزل الله ﷿: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾، قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾، قال: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله [١٠ ظ] عليه وسلم إذا أتاه جبريل ﵇ استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي ﷺ كما أقرأه (٤) .
وعن ابن شهاب (٥) قال: أخبرني أنس بن مالك (٦) أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول
_________
(١) القيامة: ١٨.
(٢) القيامة: ١٩.
(٣) البخاري ٦/ ٧٦، ٦/ ١١٢، مسلم ٢/ ٣٥.
(٤) البخاري ١/ ٤، مسلم ٢/ ٣٥.
(٥) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، أبو بكر الزهري، أول من دون الحديث، وأحد الفقهاء والأعلام التابعين بالمدينة، توفي سنة ١٢٤هـ "وفيات الأعيان ١/ ٥٧١، تذكرة الحفاظ ١/ ١٠٢، غاية النهاية ٢/ ٢٦٢، تهذيب التهذيب ٩/ ٤٤٥".
(٦) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله ﷺ وأحد المكثرين، توفي سنة ٩٣هـ على خلاف "الإصابة ١/ ٧١".
1 / 30