المفتي على شفير جهنم ...» (1)
وعلى هذا فلا يمكن القول بأن الشهيد وهو شيخه واستاذه قد بلغ الاجتهاد في سنة 944، أي بعد هذه الإجازة بثلاث سنين. فتأمل في ذلك جيدا.
*** 29- جاء في مقدمة «شرح اللمعة» (ج 1/ 149) وتبعا لها في بعض كتب اخرى بعدها:
«فكان [أي الشهيد الثاني] يدرس الفقه في بعلبك على المذاهب الخمسة، ويستعرض رأي كل مذهب من المذاهب الخمسة، ويشفعه بما يستدل له، ثم يقارن فيما بينها».
ومنشأ هذا الكلام ما نقله ابن العودي عن قول شيخه الشهيد يقول: «ثم أقمنا ببعلبك ودرسنا فيها مدة في المذاهب الخمسة وكثير من الفنون» (2). ونظره إلى أنه كان يدرس على المذاهب الخمسة كل على حدثه لا كالفقه المقارن.
ودليلنا لدعوانا هذه هو ما أضافه ابن العودي بعد هذا فقال: «ولا أنسى وهو في أعلى مقام ... ومفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها ويدرس في المذاهب كتبها» (3).
والدليل الآخر لكلامنا هذا هو من المحدث الجزائري، أنه كتب في كتابه «الجواهر الغوالي في شرح عوالي اللآلي» يقول:
«حكى لي عالم من أولاد شيخنا الشهيد الثاني طاب ثراه: أن بعض الناس كان يتهم الشيخ في زمن حياته بالتسنن؛ لأنه كان يدرس في بعلبك وغيرها من بلاد المخالفين على المذاهب الأربعة نهارا، ويدرس على دين الإمامية ليلا. وكان معرفته بفقه المذاهب الأربعة واطلاعه طاب ثراه على كتب أحاديثهم وفروعهم أعلى من معرفتهم بمذاهبهم» (4).
ولا أقل من عدم دليل على تدريسه الفقه المقارن والتطبيقي.
30- كتب بعضهم في ترجمة الشهيد يقول: «كما أن الشيخ الطوسي ابتكر في تأليف كتاب بعنوان «الخلاف في الفقه»، كذلك الشهيد الثاني كان أول من درس
صفحة ٤٧