ذي الحجة 963 أيضا، والجزء الأخير في ربيع الآخر 964 (1).
وعلى هذا، فالقول بأن من الممكن أن يكون الشهيد قد توقف عن العمل بعد البدء به مدة، ثم رجع إليه في سنة 961 مثلا- كما تفوه به بعض- كلام في غير محله ولا يفيد شيئا لرد دعوانا. أضف إلى ذلك أنه يستفاد من إجازة الشهيد للشيخ تاج الدين أنه لم يكن يكمل بتمامه كمالا نهائيا حتى في ربيع الآخر 964، حيث قال الشهيد في تلك الإجازة- التي تاريخها 14 شهر ذي الحجة الحرام من سنة 964-:
«فاستخرت الله تعالى وأجزته جميع ما جرى به قلمي من المصنفات المختصرة والمطولة، والحواشي والفوائد المفردة، والفتاوي وهي كثيرة شهيرة، لا يقتضي الحال ذكرها، ومن أهمها كتاب «مسالك الأفهام في تنقيح شرائع الإسلام»- وفق الله تعالى لإكماله- في سبع مجلدات كبيرة ...» (2).
واما ما قاله المولى محمود بن محمد اللاهجاني- وهو من تلامذة الشهيد الملازمين له في أواخر عمره-: «إن الشهيد كتب الجزء الثالث من «المسالك» وما بعده في مدة اختفائه خوفا من أعدائه»- كما مر- فلا يكون دليلا على أن الجزء الثالث من «المسالك» وما بعده قد كتب في السنة الأخيرة من عمر الشهيد قرب شهادته؛ فإن الشهيد لم يكن مختفيا خوفا من أعدائه في السنة الأخيرة من عمره فقط، بل كان قبل ذلك وفي سنة 956 أيضا يعيش مختفيا كذلك، كما قال ابن العودي:
«وكان في منزلي بجزين متخفيا من الأعداء ليلة الاثنين حادي عشر شهر صفر 956» (3).
وقال أيضا- إشارة إلى سنة 955-:
«وهذا التاريخ كان خاتمة أوقات الأمان، والسلامة من الحدثان، ثم نزل به
صفحة ٣١