150

منية المريد

تصانيف

وأن يتوكل عليه ويفوض أمره إليه ولا يعتمد على الأسباب فيوكل إليها وتكون وبالا عليه ولا على أحد من خلق الله تعالى بل يلقي مقاليد أمره إلى الله تعالى في أمره ورزقه وغيرهما يظهر عليه حينئذ من نفحات قدسه ولحظات أنسه ما يقوم به أوده (1) ويحصل مطلبه ويصلح به أمره

وقد ورد في الحديث عن النبي ص أن الله تعالى قد تكفل لطالب العلم برزقه خاصة عما ضمنه لغيره (2)

. بمعنى أن غيره يحتاج إلى السعي على الرزق حتى يحصل غالبا وطالب العلم لا يكلفه بذلك بل بالطلب وكفاه مئونة الرزق إن أحسن النية وأخلص العزيمة. وعندي في ذلك من الوقائع والدقائق ما لو جمعته بلغ ما يعلمه الله من حسن صنع الله تعالى بي وجميل معونته منذ اشتغلت بالعلم وهو مبادئ عشر الثلاثين وتسع مائة إلى يومي هذا وهو منتصف شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وتسع مائة وبالجملة فليس الخبر كالعيان.

وروى شيخنا المتقدم محمد بن يعقوب الكليني (قدس الله روحه) بإسناده إلى الحسين بن علوان قال كنا في مجلس نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض أصحابنا من تؤمل لما قد نزل بك فقلت فلانا فقال إذن والله لا تسعف حاجتك ولا يبلغك أملك ولا تنجح طلبتك قلت وما علمك رحمك الله قال إن أبا عبد الله (ع) حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن الله تبارك وتعالى يقول وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس ولأنحينه من قربي

صفحة ١٦٠