منتقى من الجزء الأول والثالث من حديث المروزي

أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي (الحامض) ت. 329 هجري
77

منتقى من الجزء الأول والثالث من حديث المروزي

محقق

محمد زكي عبد الدايم

الناشر

مكتبة الرشد-السعودية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣م

مكان النشر

الرياض

تذْهب صَلَاتكُمْ. ارتحلوا من هَذَا الْمَكَان، ارتحلوا ". فَسَار قَرِيبا ثمَّ نزل فصلى ﷺ َ - ثمَّ قَالَ لنا: " إِن الله قد أتم صَلَاتكُمْ "، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله ﴿إِن فلَانا لم يصل مَعنا. قَالَ: فَقَالَ: " مَا مَنعك أَن تصلي؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله﴾ أصابتني جَنَابَة. قَالَ: " فَتَيَمم الصَّعِيد فَصله، فَإِذا قدرت على المَاء فاغتسل ". قَالَ: وَبعث رَسُول الله ﷺ َ - فِي طلب المَاء وَمَعَ كل إِنْسَان منا إداوة مثل أذن الأرنب بَين جلده وثوبه، وَإِذا عَطش رَسُول الله ﷺ َ - ابتدرناه بِالْمَاءِ. قَالَ: فَانْطَلق عَليّ حَتَّى ارْتَفع علينا النَّهَار وَلم نجد مَاء، فَإِذا شخص، فَقَالَ عَليّ: مَكَانكُمْ حَتَّى نَنْظُر مَا هَذَا. قَالَ: فَإِذا امْرَأَة بَين مزداتين مَاء، فَقيل لَهَا: يَا أمة الله ﴿أَيْن المَاء؟ فَقَالَت: لَا مَاء وَالله لكم؛ استقيت أمس فسرت نهاري أجمع وليلتي جَمْعَاء وَقد أَصبَحت إِلَى هَذِه السَّاعَة. قَالُوا: انطلقي إِلَى رَسُول الله ﷺ َ -. فَقَالَت: وَمن رَسُول الله؟ قَالُوا: مُحَمَّد ﷺ َ -. قَالَت: أمجنون قُرَيْش؟ قَالُوا: إِنَّه لَيْسَ بمجنون، وَلكنه رَسُول الله ﷺ َ -. فَقَالَت: يَا هَؤُلَاءِ﴾ دَعونِي؛ فوَاللَّه لقد تركت صبية لي صغَارًا فِي غنيمَة قد خشيت أَن لَا أدركهم حَتَّى يَمُوت بَعضهم من الْعَطش. فَلم يملكوها من نَفسهَا شَيْئا حَتَّى أَتَوا بهَا رَسُول الله ﷺ َ -. فَأمر بالبعير فأنيخ، وَحل المزادة من أَعْلَاهَا، ثمَّ دَعَا بِإِنَاء عَظِيم فَمَلَأ من المَاء، ثمَّ دَفعه إِلَى الْجنب، فَقَالَ: " اذْهَبْ فاغتسل "، فَقَالَ: " وأيم الله مَا ترك لنا من مزادة وَلَا قربَة وَلَا إداوة وَلَا إِنَاء إِلَّا ملأَهُ من المَاء وَهِي تنظر. ثمَّ قَالَ: " شدوا المزادة من أَعْلَاهَا "، ثمَّ بعث الْبَعِير، ثمَّ قَالَ: " يَا هَذِه دُونك ". قَالَ:

1 / 106