لي، وسمعت منه بهراة ومالين، وكان صبورا على القراءة محبا للرواية، حدث بـ"الصحيح"، و"مسند عبد"، و"الدارمي" عدة نُوب١.
قال زكي الدين البرزالي: طاف أبو الوقت العراق وخوزستان، وحدث بهراة ومالين وبوشنج وكرمان ويزد وأصبهان والكرج وفارس وهمذان، وقعد بين يديه الحفاظ والوزراء، وكان عنده كتب وأجزاء، سمع عليه من لا يحصى ولا يحصر٢.
وقال ابن الجوزي: كان صبورا على القراءة، وكان صالحا، كثير الذكر والتهجد والبكاء، على سمت السلف، وعزم عام موته على الحج وهيأ ما يحتاج إليه، فمات٣.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: حدثني محمد بن الحسين التكريتي الصوفي قال: أسندته إليّ٤، وكان آخر كلمة قالها: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ ومات٥.
قال الذهبي: أنبأنا طائفة عن ابن النجار، قال: أنشدنا داود بن معمر بأصبهان، أنشدنا محمد بن الفضل العقيلي لنفسه في سنة إحدى وخمسين:
أتاكم الشيخ أبو الوقت ... بأحسن الأخبار عن ثبت
طوى إليكم ناشرا علمه ... مراحل الأبرق والخبت٦
_________
١ "السير" "٢٠/ ٣٠٦".
٢، ٣ "السير" "٢٠/ ٣٠٧".
٤ أي: وهو يحتضر.
٥ "المنتظم" "١٠/ ١٨٣".
٦ الأبرق: الأرض المتسعة الغليظة، مختلطة بحجارة ورمل.
والخبت: ما اطمأن من الأرض واتسع، وقيل: هو الوادي العميق الوطيء.
1 / 17