المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ابن جني ت. 392 هجري
192

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

الناشر

دار إحياء التراث القديم

رقم الإصدار

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

سنة النشر

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ومثل "يعد" قولهم: "أنا أُكرِم"، فحذفوا الهمزة التي كانت في "أكرم"؛ لئلا يلتقي همزتان؛ لأنه كان يلزم: "أنا أؤكرم"، فحذفوا الثانية كراهة١ اجتماع همزتين. ثم٢ قالوا: "نكرم٢، وتكرم، ويكرم" فحذفوا الهمزة، وإن كانوا لو جاءوا بها لما اجتمع٣ همزتان، ولكنهم أرادوا المماثلة، وكرهوا أن يختلف المضارع فيكون مرة بهمزة وأخرى بغير همزة، محافظة على التجنيس في كلامهم. وإذا كانوا قد حذفوا الهمزة الأصلية المفردة٤ في نحو: "خُذْ، وكُلْ" فهم بأن يحذفوا الزائدة إذا كانت معها أخرى زائدة أجدر، وقد جاء في كلامهم٥ مثل: "يُؤَفْعَل" أنشدوا: فإنه أهل لأن يؤكرما فجاء به على الأصل ضرورة. وقالت ليلى الأخيلية تصف قطا٦: تدلت على حص ظماء كأنها ... كرات غلام في كساء مُؤَرْنَب أي: متخذ من جلود الأرانب، فقولها: "مؤرنب" على حد قوله: "يؤرنَب"، ومثاله: "مؤفعَل"٧ وهو كـ "يؤكرَم". فأما قول الآخر: وصاليات ككما يُؤثفَيْن

١ ظ، ش: كراهية. ٢، ٢ ظ، ش: "قالوا: إنا نكرم". ٣ ظ، ش: اجتمعت. ٤ ظ، ش: المنفردة. ٥، ٥ ساقط من ظ، ش. ٦ ص: القطاة. ٧ ظ، ش: يؤفعل.

1 / 192