وقد ذكر أبو بكر الصوليّ: أنّ رجلًا فضل أبا نواس على بشار، قال له أبو بكر: فرددت ذلك عليه وعرفته ما يجهله من فضله وتقدمه جميع المحدثين وأخذهم منه، فقال لأبي نواس معان قد سبق إليها وتفرد بها، فقلت له: ما منها، فذكر أشياء فجعلت كلّ ما منها، فذكر أشياء، فجعلت كلّ ما أنشد جئته بأصله فكان من ذلك قوله:
إِذا نَحنُ أَثْنينا عليك بِصالحٍ ... فأَنْتَ كما نُثني وَفوق الذي نُثْني
وإِنْ جرت الألفاظُ يومًا بِمدْحةٍ ... لغيرِكَ إِنْسانًا فأَنْتَ الذي نَعْنِي
فقلت أما البيت الأول فمن قول الخنساء:
وَما بَلغَ المهْدُون في القولِ مِدْحةً ... وَلا صَدقُوا إِلاَّ الَّذي فِيكَ أفْضَلُ
ومن قول عدي الرقاع العاملي:
أُثنى فلا آلو وأعلمُ أنّهُ ... فَوْقَ الذي أُثْني بهِ وأَقُولُ
1 / 145