القسم السابع: في توليد معان مستحسنات في ألفاظ مختلفات، هذا من أشد باب وأقله وجودًا وإنما قل وجوده لأنه من أحق ما أستعمل فيه الشاعر فطنته وكدّ فيه فكرته، فمنه قول أبي نواس:
واسْقينها من كُميتٍ ... تَدعُ اللْيلَ نَهارا
فاشتق من ذلك:
لا يَنزلُ الليلُ حَيثُ حَلّتْ ... فَليلُ شُرّابِها نَهارُ
وقال:
قال:) ابغني المصباحَ (قُلتُ لَهُ: ...) أتئدْ حَسْبي وحسبُك ضَوؤُها مِصْباحَا (
فسكْبتُ مِنْها في الزُّجاجة شُرْبةً ... كَانتْ لَهُ حَتَّى الصَّباحِ صَباحَا
وكل هذه متقاربات وألفاظ مناسبات بمولد بعضها من بعض ومثل ذلك لغيره:
كأنَّ كؤوسَ الشرب والليلُ مُظلمٌ ... وجوهُ عذارى في ملاحفٍ سود
أشتق منه ابن المعتز وقال:
وأرى الثرّيا في أسماء كأنَّها ... قَدمٌ تَبدّتْ مِنْ ثِيابِ حِدادِ
فهذا مثال في هذا القسم كاف.
1 / 112