المنفرجتان/شعر ابن النحوي والغزالي

زكريا الأنصاري ت. 926 هجري
26

المنفرجتان/شعر ابن النحوي والغزالي

محقق

عبد المجيد دياب

الناشر

دار الفضيلة

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

التصوف
١١ - (فَإِذَا اقْتَصَدتْ ثُم انْعَرَجتْ ... فَبِمُقْتَصِدٍ وَبِمُنْعَرِجِ) فَإِذا اقتصدت: أَي توسّطت فِي نظر الْعقل ثمَّ انعرجت: أَي مَالَتْ فِيهِ فبمقتصد: أَي فاقتصادها وانعراجها كائنان بمقتصد وبمنعرج بِكَسْر الصَّاد فِي قَوْله: فبمقتصد وَالرَّاء فِي قَوْله وبمنعرج وَهُوَ العَبْد المقضى عَلَيْهِ بهَا فَيصير باقتصادها فِي نظرها مقتصدًا وبانعراجها فِيهِ منعرجًا. . كَمَا يصير باكتمالها فِيهِ مكتملًا فيتعرّف إِلَيْهِ الْحق فِي الْأَحْوَال الثَّلَاثَة فيتعرّف إِلَيْهِ فِي حَال اكتمالها باسمه الْجواد الْمُنعم الْكَرِيم الْغَنِيّ. . وَفِي حَال اقتصادها باسمه الْحَكِيم اللّطيف وَفِي حَال انعراجها باسمه القاهر الْعدْل الحكم وتبدّل هَذِه الاحوال من آثَار الْقدر الَّذِي اسْتَأْثر الله بِعِلْمِهِ وأخفاه عَن خلقه. . وَالْوَاجِب تَسْلِيم الْأَمر لمن لَهُ الْخلق وَالْأَمر لَا إِلَه إلاّ هُوَ وَأجر على على هَذَا بَاقِي مَعَاني أَسْمَائِهِ تَعَالَى قَالَ ابْن عَطاء الله: إنّ آدم ﵇ لمّا تعرّف إِلَيْهِ الحقّ سُبْحَانَهُ بالإيجاد فناداه آدم يَا قديم ثمّ تعرّف إِلَيْهِ بتخصيص الْإِرَادَة فنداه يَا مُرِيد ثمّ تعرّف إِلَيْهِ بِحكمِهِ لمّا نَهَاهُ عَن أكل الشّجرة فناداه يَا حَكِيم ثمَّ قضى عَلَيْهِ بأكلها فناداه يَا قاهر ثمَّ لم يعالجه بالعقوبة إِذْ أكلهَا فناداه يَا حَلِيم ثمَّ لم يَفْضَحهُ فِي ذَلِك فناداه يَا ستّار ثمَّ تَابَ عَلَيْهِ فناداه يَا توّاب ثمَّ أشهده أَن أكله من الشَّجَرَة لم يقطع عَنهُ

1 / 65