الممتع في صنعة الشعر

النهشلي القيرواني ت. 405 هجري
56

الممتع في صنعة الشعر

محقق

الدكتور محمد زغلول سلام، أستاذ اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب - جامعة الإسكندرية

الناشر

منشأة المعارف

مكان النشر

الإسكندرية - جمهورية مصر العربية

تصانيف

وباسمه بغير كنية. وليس ذلك بغير الشعر بجائز إلا بضرورة على وجه الاحتقار. وهذا من فضل الشعر. وقوله: (بيض الوجوه): يريد أنهم متهللون عند السؤال ولم يقع عليهم بشيء فيغير ألوانهم. ثم قال: الكريم والكرم اسم محيط بجميع أسباب الخير. ثم قال: لا، بل هو مفضل. وقوله: (يغشون حتى ما تهر كلابهم) أي قد عرفت الضيفان لدوامهم على القرى كما قال ابن هرمة: يكاد إذا ما أبصر الضيف كلبهم ... يكلهم من حبه وهو أعجم وقال غيره: وكلبك آنس بالزائرين ... من الأم بابنتها الزائرة وقوله: (لا يسألون عن السواد المقبل) أي لا يخلعهم السواد الأعظم. ثم قال: هم ملوك يسقون البريص مكان اللبن، أي الخمر المصفقة بالمسك أو جنى النحل. ثم قال: (شم الأنوف). يريد أنهم أباة للضيم منكرون للخسف. والإنسان إذا أنف رفع أنفه. شبهوا ذلك بالشمم، وهو ارتفاع طرف الأنف. وقال أبو سفيان للنبي ﷺ يوم فتح مكة: كأنك أردت بقريش سوءًا. قال: بل هذا يوم يرفع الله به قريشا. قال: فما بال سعد بن عبادة يمضى بلوائه قدمًا وهو يقول:

1 / 66