~~وربما كان يعود [ظ] بعض أولاده وأحفاده في الاحايين إلى نيسابور [17 ب]
~~فكانوا يقيمون رسم الخطابة ويخطبون ولا يزاحمون فيه.
وسلم نوبة يوم الجمعة في عقد التذكير إلى إمام الحرمين، ويوم الجمعة بعد
~~الصلاة إلى زين الاسلام. وكذلك رتب سائر النوب للأئمة [ظ] في المسجد مع عقد
~~مجلس التدريس، وانتظم أمر الأصحاب بصدق نيته وحركته [ظ].
ثم لما تم المسجد وأسبابه [ظ] بنى المحراب للمصلى عند مسجد ميان دهي برسم
~~أصحاب الشافعي، وصلوا صلاة العيد عندها في الفطر والأضحى، وضرب الأصحاب
~~القباب وأظهروا الرسوم المعهودة في الأعياد عند الخروج إلى المصلى، وقد
~~حضرنا في أيام الصبا العيدين وكان الخطيب إمام الحرمين.
فكاد الأمر في المصلى يستمر استمرار المسجد فأخذ المخالفون في التخليط،
~~وسعوا به إلى السلطان، ورفعوا اليه: ان ايجاد المصلى الجديد بدعة لم يعهد
~~قط في بلدة وا ... ، وان ذلك يؤدي إلى الاضطراب وزيادة التعصب، فأمر بهدم
~~المصلى وإبطاله فاغتنم الرئيس ذلك وقال: قد كنت أعلم أنه لا يستمر ذلك
~~ولكني تعرضت له إبقاءا على المسجد الجامع حتى يكون أمر المصلى وقاية ودفعا
~~عن المسجد أن يعرض مخلط له فيندفع ذلك بخراب المصلى. وكان كذلك.
وقد عهدناه مع بسطة حشمته وجاهه واحتياج الخاص والعام اليه يمشي من بيته
~~إلى المسجد ويطوف فيه وحده غير متكلف في ملبوسه ولا في مطعومه يلبس الغليظ
~~من الثياب ويتمندل بإزار من الصوف، ويصلي على قطعة له [ظ] ويقعد على
~~التراب، ويركب في الأحايين لزيارة المشاهد والقبور على دابة حقيرة وآلات
~~[ظ] ركيكة. وكانت له صدقات خفية وأمور مرضية.
وسمع الحديث
من مشايخ بلده.
وسمع بنيسابور من أبي الحسن السقاء المهرجاني، وأظن [انه] سمع من عبد
~~الله بن يوسف الأصبهاني، والاستاذ أبي القاسم ابن حبيب، والاستاذ أبي طاهر
~~الزيادي، وعن ابن ريذة الأصبهاني. وقرأنا عليه وسمعنا منه.
وأصابه ضعف ... من شدة اجتهاده في العبادة آناء الليل والنهار فحمل مريضا
~~إلى بلده وتوفي يوم الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وستين
~~واربعمئة.
صفحة ٥٤