3

المختصر من كتاب السياق لتأريخ نيسابور

تصانيف

~~ولما سمع ما كان (1) يحتاج إليه من العلوم، وزاد عليه حالا ومقالا، خرج إلى

~~الحج، واشتهر ذكره بالري والحجاز [ظ].

وعاد إلى خراسان وأتى عليه زمان وكان الكبار في وقته من [ظ] الرؤوس

~~والرؤساء والأمراء يتبركون ويحضرون مجلسه ويستطيبون أنفاسه ويستملحون

~~كلامه، وكان يقعد أيام الجمع بالغدوات في مسجد أبي بكر المطرز بعد ابن

~~شاذان ويعقد المجلس، وكذلك في بعض الخانات كما كان في الرسم القديم.

ثم بنى المدرسة المعروفة به في سنة اثنتين وسبعين (2) على ما عهدناه أولا

~~من عمارته وما أنفق فيها شيئا إلا من الحلال الذي كان يجمعه من أهل الصلاح

~~والمريدين ووقف [ظ] الفقراء الصالحين.

وولدت له البنت المباركة من بنت الصلاح والعفاف المعروف! ببنت أبي الحسن

~~بن قطران.

وكان محتاطا في معيشته من ال .. الصالحين ... و... من تلك ... من الذكور،

~~فكان [2 أ] البيت معتدا بها، معنيا بشأنها، حتى نشأت عديمة النظير في

~~وقتها، سمعها الحديث، وتجشم المشايخ في وقته إلى المدرسة تقربا إلى الأستاذ

~~لإسماعها، وسيأتي ذكرها فيما بعد.

وشاع ذكر الأستاذ في الآفاق وكان بمرو عند اختلافه إليها يعقد المجلس،

~~ولكلامه بها صولة وقبول، وكان الغالب عليه صدق الحال وغلبة الوقت، ومن

~~المعروف أنه كان أكثر الأحوال كالغائب عما يجري من أمور العادات، وقد تأتي

~~عليه أيام وتجد [د] أمور وما كان له منها خبر، لغلبة الحال عليه.

ثم من لطيف حكاياته: أنه لما كان بنسا وأراد أن يخرج إلى الحج صحبه بعض

~~من خدمه من الصوفية و.. مجلسه، وخرج معه تاركا لبلده وأهل عشرته مختصا

~~بخدمته إلى أن دخلوا البادية وكان الرجل طول الطريق يخدمه، فاتفق أنه أضاع

~~قمه في البادية فوجد هذا الرجل الذي خرج معه وردها إليه فلما نظر الأستاذ

~~إليه دعا له وقال له: من أنت؟ كأني لقيتك مرة!! فصاح الرجل وقال: الغياث

~~منك خدمتك في البلدة مرة وخرجت معك وتركت الأهل والأقارب والبلد

صفحة ٤