21

المختصر من كتاب السياق لتأريخ نيسابور

تصانيف

~~أكثر من ثلاثين مرة غرة [ظ] وعشاء، وخرج على المشايخ الفوائد والأمالي،

~~وكان بالغا في الحفظ وتصنيف الأبواب.

وروى الكثير من تفاريق الغرائب والأحاديث التي حصلها وجمعها.

وكان سلس الخلق ينفق ما يبدو له من الارزاق [ظ] على الطلبة، ويعينهم على

~~التحصيل ويحثهم على الطاع (1)، ونصب للقعود في المدرسة النظامية وأقام رسم

~~التحديث فيها، فكان يحضرها كل يوم من وقت الظهر الى وقت العصر، وفي حضوره

~~فوائد ونشر للحديث.

وصنف كتابا سماه بحر الاسانيد، بلغ كما سمعت ثماني مئة جزء بخطه المقرمط،

~~أتى فيها بطرف الاحاديث على اختلافها وتبين وجوهها ورواياتها، وهي الآن في

~~خزانة الكتب مع [ظ] ساير أجزائه.

وكانت حجرته التي يسكنها مملوة بالأجزاء وهو قاعد وسطها لا يكبسها [كذا]

~~لا يحمل ثياب الشتاء في الصيف ولا ثياب الصيف في الشتاء، فيلبد البعض على

~~بعض ولا يراعي شيئا من التكلف في المعيشة، على ذلك زجى عمره الى آخر الأمر.

حدث عن أبي حفص [ابن مسرور، و] الكنجروذي (2)، والشيخ أبي الحسين عبد

~~الغافر، وشيخ الإسلام الصابوني، والأستاذ أبي عبد الرحمن السلمي،

~~والشاذياخي، وقاضي الحرمين، والصاعدية، والمشايخ البحيرية، والطبقة من

~~المعروفين وأصحاب الروايا [ت].

وكان يحضر مجلس إملاء زين الإسلام أبي القاسم، وكنا عهدناه فيه والامام

~~يطالعه بالأحاديث قبل الاملاء.

وسمع منه الخلق الكثير من البلديين والغرباء، وروى لنا كتاب بحر الفوائد

~~للكلاباذي عن ابن حبناج! عنه، وسمعنا منه التفاريق.

ومضى الى رحمة الله تعالى ضحوة يوم الثلاثاء التاسع من ذي القعدة سنة

~~إحدى وتسعين وأربع مئة، وصلينا عليه في الجامع المنيعي، ودفن في مقبرة

~~الحسين، وذكر أن مولده سنة تسع وأربع مئة.

ولما توفي [7 ب] ذكر فيه المعارف المراثي وتوجعوا له، وعرفوا حق فضله بعد

~~فقده، فقد كان

صفحة ٢٢