185

مختصر الكامل في الضعفاء وعلل الحديث

محقق

أيمن بن عارف الدمشقي

الناشر

مكتبة السنة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ هجري

مكان النشر

القاهرة

وَفِي مَوضِع آخر: كَانَ يحيى بن سعيد لَا يروي عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان، وَكَانَ يستضعفه.
وَمرَّة قَالَ ابْن معِين: جَعْفَر بن سُلَيْمَان ثِقَة.
وَقَالَ [أَحْمد بن حميد] [عَن] أَحْمد: لَا بَأْس بِهِ. قيل لَهُ: إِن سُلَيْمَان بن حَرْب يَقُول: لَا يكْتب حَدِيثه. قَالَ: حَمَّاد بن زيد لم يكن ينْهَى عَنهُ، كَانَ ينْهَى عَن عبد الْوَارِث وَلَا ينْهَى عَن جَعْفَر، إِنَّمَا كَانَ يتشيع، وَكَانَ يحدث بِأَحَادِيث فِي عَليّ، وَأهل الْبَصْرَة يغلون فِي عَليّ. قلت: فعامة مَا يرويهِ رقاق؟ قَالَ: نعم، كَانَ قد جمعهَا، وَقد روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن وَغَيره، إِلَّا أَنِّي لم أسمع من يحيى عَنهُ شَيْئا، فَلَا أَدْرِي سمع مِنْهُ أَو لَا.
وَقَالَ وهب بن بَقِيَّة: قيل لجَعْفَر: زَعَمُوا أَنَّك تسب أَبَا بكر وَعمر. فَقَالَ: أما السب فَلَا، وَلَكِن بغضا يَا لَك!
وَقَالَ ابْن عدي: سَمِعت السَّاجِي يَقُول: وَأما الْحِكَايَة الَّتِي رويت عَنهُ - يَعْنِي هَذِه الْحِكَايَة - فَإِنَّمَا عَنى بهَا جارين كَانَا لَهُ، وَقد تأذى بهما، أَحدهمَا [يُسمى] أَبُو بكر وَالْآخر يُسمى عمر، فَسئلَ عَنْهُمَا، فَقَالَ: السب لَا، وَلَكِن بغضا يَا لَك. وَلم يعن بِهِ الشَّيْخَيْنِ ﵄.
قَالَ: ولجعفر حَدِيث صَالح وَرِوَايَات كَثِيرَة، وَهُوَ حسن الحَدِيث مَعْرُوف بالتشيع، وَجمع الرَّقَائِق (و) جَالس زهاد الْبَصْرَة فحفظ عَنْهُم الْكَلَام الرَّقِيق فِي الزّهْد، يروي ذَلِك عَنهُ سيار بن حَاتِم، وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ، وَالَّذِي ذكر فِيهِ من التَّشَيُّع وَالرِّوَايَات الَّتِي رَوَاهَا الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على أَنه شيعي قد روى فِي فَضَائِل الشَّيْخَيْنِ ﵄ أَيْضا، وَأَحَادِيثه لَيست بالمنكرة، وَمَا كَانَ فِيهِ مُنكر فَلَعَلَّ الْبلَاء فِيهِ من الرَّاوِي عَنهُ، وَهُوَ عِنْدِي مِمَّن يجب أَن يقبل حَدِيثه.

1 / 223