مختصر العلو للعلي الغفار

الذهبي ت. 748 هجري
36

مختصر العلو للعلي الغفار

محقق

محمد ناصر الدين الألباني

الناشر

المكتب الإسلامي

رقم الإصدار

الطبعة الثانية ١٤١٢هـ

سنة النشر

١٩٩١م.

تصانيف

٣- قال الإمام الخطابي: " مذهب السلف في الصفات إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها". ٤- قال الحافظ ابن عبد البر: " أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لم يكيفوا شيئًا من ذلك. وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل منها شيئًا على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود". قلت: فهذا قل من جل النصوص التي سنراها في الكتاب، وهي كلها متفقة على أن السلف كانوا يفهمون آيات الصفات، ويفسرونها ويعينون المعنى المراد منها، على ما يليق به ﵎. فلماذا لا يرفع الكوثري وأمثاله من الخلف رؤوسهم إلى هذه النصوص، ويظلون يصرون على أن السلف كانوا لا يفهمونها وإنما كانوا يجرونها على ألسنتهم فقط، دون تدبر لها وبيان لمعناها؟! والجواب: أحسن أحواله أن يكون حاله كحال الجويني الذي كان متأثرا بشيوخه من علماء الكلام، ولكنه لما كان مخلصا في علمه لله تعالى هداه الله ﵎ إلى عقيدة السلف في الاستواء وغيره مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾، فهل كان الكوثري وأمثاله من الطاعنين في أئمة الحديث والسلف مخلصين أيضا؟ من الصعب جدا أن نجيب عن هذا بالإيجاب لكثرة ما نرى من عدائه الشديد -في كل تعليقاته- لأئمة السلف والتوحيد واستمراره على اتهامهم بالتجسيم والتشبيه وبصورة خاصة لابن تيمية منهم مع رد هذا على المجسمة

1 / 38