بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على سبوغ النعم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على نبيه محمد وآله وسلم.
الباب الأول
في تعليم العلم
قال: »تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية، وطلبه عبادة، والبحث عنه جهاد، ومذكراته تسبيح، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام«، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: »تعليم العلم فريضة على كل مسلم حالم* من ذكر أو أنثى حرا كان أو عبدا«، وقال: »اطلبوا العلم ولو بالصين وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء لما يطلب، فمن تعلم العلم لله لم يجز منه بابا إلا ازداد في نفسه تواضعا ولله خوفا، وفي الدين اجتهادا ورغبة، وفي نفسه ذلا وفي الناس تواضعا، فليكثر من العلم إذا كان على هذه الصفة«.
ومن غير الكتاب: وقيل: [كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك، وقيل: الناس ثلاثة: عالم ومتعلم وسائرهم همج رعاع، وقيل: العلماء غرباء لكثرة الجهال، وقيل: إذا مات عالم انثلم في الإسلام ثلمة* لا يسدها شيء إلى يوم القيامة، وقيل: من خدم عالما فكأنما خدم سبعين نبيا، وقيل: مكتوب على باب الجنة: من زار علمائي فكأنما زار أنبيائي، رجع]*.
ومن طلب العلم للدنيا وللحظوة عند السلطان لم يجز منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة، وبالله اغترارا، وعن طاعة الله توانيا، فليمسك عن هذا ويذكر حجة الله عليه »فأول ما ابتدأ نابه في العلم تعليم القرآن«.
صفحة ٣