يا عبد إن لم تؤثرني على كل مجهول ومعلوم فكيف تنتسب إلى عبوديتي . يا عبد كيف تقول حسبي الله وأنت تطمأن بالجهل على المجهول كما تطمأن على العلم بالمعلوم . يا عبد طلبك مني أن أعلمك ما جهلت كطلبك أن أجهلك ما علمت فلا تطلب مني أكفك البتة . يا عبد سقط الحرف وهدمت الدنيا والآخرة واحترق الكون كله وبدا الرب فلم يقم له شيء فلولا أنه بدا بما احتجب واحتجب بما بدا لما بقي شيء ولا فني شيء ، ولو بدا بما بدا لا بدا أبديه على ما له بدا ، ولو احتجب بما احتجب لما عرفه قلب ولا جرى ذكره على خليقة . يا عبد اقصدني بمالك وأهلك وعلمك وجهلك . يا عبد أرني قلبك وأعرض علي خواطرك فإن لم تخل بيني وبينك لم أخل بينك وبين شيء منك . يا عبد تعرفت إليك لا في شيء ولا لشيء ولا بحاجزية من علم شيء ولا لأجلية شيء فما ضرك شيء وكونتك فغرت عليك أن ينفعل أو تنفعل في التكوين بك . يا عبد أحللني محل جهلك وعلمك منك لا تجهل ولا تعلم وتراني وحدي فيسألك الجهل عن الجهل فتخبره ويسألك العلم عن العلم فتخبره ، فلا أنت في الأخبار ولا به ولا أنت في المخبر ولا به ، فت الفوت وضعت الكل بين يديك ورأيتني لا هو وقلت ولم يقل لك أنا ألحقت القول بالكلية الموضوعة ورأيتني من وراء القول ولم تر القول ولم تر الكلية من وراء الوضع فأنت المصنوع له كل شيء وأنا الناظر إليك لا إلى شيء .
مخاطبة 6
صفحة ١٥٣