يا عبد ليس الأمين على العلم من عمل به إنما الأمين من رده إلى عالمه كما أبداه له . يا عبد العلم كله علم والأعلام كلها موقفه . يا عبد ما بقي بينك وبيني شيء فأنت عبده ما بقي . يا عبد إذا استندت إلى شيء فقد اعتصمت به دوني . يا عبد من لم ينقله الأدب عن غيره فأين النسب . يا عبد ابسط قلبك بالحياء ووجهك بالتضرع . يا عبد قل مولاي وجهني بوجهك لوجهك ، مولاي إذا واريتني عنك فوار بنظري إلى معصيتي لك ، مولاي أنا منظرك فإن جعلت معصيتي بيني وبينك أحرقتها بنظرك ، مولاي حطني بحياطة قربك وقدني بأزمة حبك . يا عبد اجعلني بينك وبين الأشياء فإن أعطيتك فتحت لك بالعطاء بابا من العلم وإن منعتك فتحت لك بالمنع بابا من العلم . يا عبد أعطيتك بالعطاء والمنع ومنعتك بالعطاء والمنع فذممتني على العطاء بالمنع وشكرتني على المنع بالعطاء فلا وحرمة ما أبرزته لك وسترتك عنه وأقبلت بك إليه وأدبرت بك عنه من رؤيتي ما أعطيتني وفاء بالنعمة فلا شكرا على المسئلة . يا عبد لي العطاء فلو لم أجب مناجاتك لم أجعلها له رائدا . يا عبد لو جعلت العطاء مني مكان الطلب منك ما دعوتني أبدا ولا سميتني محسنا . يا عبد ما بتسميتك تسميت ولا بدعائك أعطيت وإنما أسررت فيك عنك متعلقا بي أظهر له ويراني فأنا أكشفه تارة وتارة .
صفحة ١٩٨