يا عبد قف لي في المصاف بعلمك وقف لي في المصاف بعملك وقف لي في المصاف بقصدك ولا تقف لي في المصاف بقلبك ، إنني اصطفيت قلبك لنفسي لا لعبادتي وإنني اصطفيت قلبك لنظري لا لمصاف الوقوف بين يدي ، إن لي قلوبا غرت عليها من الوقوف بين يدي لكيلا ترى الواقفين بين يدي فتحتجب عن النظر إلي برؤية الواقفين لي ، فجعلتها في يدي فهي مقيمة عندي ، لا تخرج إلى المقامات ولا يدخل إليها سواي فهي تنظر إلي وهي تسمع مني وهي تتكلم عني . يا عبد القلب في يد الرب ولسان القلب يتكلم في المقام بين يدي الرب . يا عبد جرت ما لم يأخذك عنك وغلبت على ما لا يقسمك عن مقامي ، فكانت كلمتي العلياء فلا تأخذك كلمته وكانت محجتك هي الاستواء فلا تأخذك محجته . يا عبد إذا كنت لي لا يسعك المكان ، وإذا نطقت بي لم يسعك النطق . يا عبد ما لشيء علي حق ولا لعلم علي مطلع ولا لحكمة بي متعلق ولا لاسم ولا وصف من دوني حكومة ، فمن تعرفت إليه باسم أو وصف أو علم أو حكمة فجرى بحكم ما عرفته لغير وجهي أجريت الحكم وكتبته ساحرا ومن موالاتي بريئا . يا عبد الحرف خزانتي فمن دخلها فقد حمل أمانتي ، فإن حمل لي لا لنفسه فكرامتي ، فإن حمل لي ولنفسه فمطالبتي ، وإن حمل لنفسه لا لي فبرئ من ذمتي . يا عبد ملك علم كل عالم عليه أمره وأوجب على كل مسمى اسمه ، وأنا العالم الذي لا يملك علمه عليه أمره فيصرفه ولا يوجب عليه اسمه ، فإلي مرجع العلم يرجع إلى باب من أبواب الاسم وإلي مرجع الاسم إلى نور من أنوار التسمى . يا عبد أشهدني في الحرف تشهد الصنعة ، واشهدني في العلم تشهد الحكمة ، واشهدني في الاسم تشهد الوحدانية . يا عبد الحقيقة تمد الأسماء والمدد قيومية قيمة تثبت بمعنى قيم يدور في ملك وملكوت قائم ويتصرف على تصريف لازم ثم يرجع بمباديه ومراجعه إلى ملك دائم . يا عبد الحرف لغات وتصريف وتفرقه وتأليف وموصول ومقطوع ومبهم ومعجم وأشكال وهيئات ، والذي أظهر الحرف في لغة هو الذي صرفه والذي صرفه هو الذي فرقه والذي فرق هو الذي ألفه والذي ألفه هو الذي واصل فيه والذي واصل فيه هو الذي قطعه والذي قطعه هو الذي أبهمه والذي أبهمه هو الذي أعجمه والذي أعجمه هو الذي أشكله والذي أشكله هو الذي هيأه ، ذلك المعنى هو معنى واحد ذلك المعنى هو نور واحد ذلك الواحد هو الأحد الواحد .
صفحة ١٧٨