ثم اختلف الناس في إثبات وعد الله ووعيده على اختلافهم في التسمية بالإيمان، فقالت المرجئة والحشوية (¬1) : كل من سميناه بأنه مؤمن للذي أتى به من توحيد الله عز وجل، مع تضييعه ما أمر الله به من الفرائض التي هي دون التوحيد، ومع ركوبه الذي نهى الله عنه من المعاصي التي هي دون الشرك، فواجب له وعد الله عز وجل بثوابه في المعاد (¬2)
¬__________
(¬1) الحشوية: فرقة من الفرق الإسلامية، أجمعت على الجبر والتشبيه، وينكرون الخوض في الكلام والجدل، ويقولون على التقليد وظواهر الروايات والتشبيه، ولهذا تسمى بالمشبهة، وتنسب هذه الفرقة إلى محمد بن كرام الذي نشأ في سجستان، وتوفي في بيت المقدس سنة 869 م. راجع دراسات إسلامية في الأصول الإباضية ص 138، والفرق بين الفرق عند الحديث عن الكرامية ص 215، وانظر اللباب 3: 32، ولسان الميزان 5: 353.
(¬2) المعاد: مما دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة، فأخبر الله سبحانه عنه في كتابه، وأقام الدليل عليه، قال تعالى: (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) سورة الحاقة، آية 18، والمكذب به مرتد عن دينه لأنه أنكر ما عرف من الدين بالضرورة. راجع أضحوية في أمر الميعاد لابن سينا..
صفحة ١١٠