الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Abu Cammar Cabd Kafi Ibadi ت. 570 هجري
178

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

تصانيف

وكذلك يسألون عن قوله: {يد الله فوق أيديهم} (¬1) ، وعن قوله: {والسماوات والأرض مطويات بيمينه} (¬2) ، وعن قوله: {ولتصنع على عيني} (¬3) ، وعن قوله: {وجاء ربك} (¬4) في مثل ذلك من جميع ما تقدم ذكره فيما مضى من كلامنا، فيقال لهم: على ماذا تحملون هذا كله من قول الله؟ وعلى أي وجه تتأولونه، أعلى ما يعقل من الجوارح، المركبة في الأبدان: من اليد التي هي مركبة في ساعد، والساعد في مرفق، والمرفق في عضد، والعضد في منكب، والمنكب في الكتف، وعلى ما يعقل من اليمين التي هي ليست بيسار، وعلى ما يعقل من العين التي مركبة في وجه، والوجه في رأس، والرأس في القفا، وعلى ما يعقل من المجيء والذهاب والنزول والطلوع، والحركة والنقلة من مكان إلى مكان، أم على غير الجوارح، وما يعقل من الإنسان؟ فإن قالوا على المعقول من الجوارح مما ذكرتم من ذلك، وما لم تذكروا، كانوا أيضا قد لحقوا بإخوانهم من أهل حقيقة التجسيم، القائلين باللحم والدم، والمعتقدين لصورة الإنسان، العازمين على سبعة أشبار، وما ينحو ذلك من كلامهم، وكفى الله مؤنتهم، فإن لم يتجاسروا على هذا لخشونة القول به، ولفظاعته، ولاتضاح فساد المذهب فيه، وقالوا: لسنا نقول بهذا الذي يقتحم عليه هؤلاء القوم، ونحن مع ذلك لا ندخل في الذي دعوتمونا إليه من تأويلكم؛ ولكنا نقول كما قال الله عز وجل، ولا نعدوه، إلى ما سواء، وليس عليه من البحث والتفتيش في هذا ومثله شيء، قلنا: بل يجب لله عليكم أن تصفوه بحق صفاته، وتعزموا على أنه بغير صفات خلقه، وتدعوا ما وراء ذلكم من تشبيهكم الله بخلقه، ووقوفكم دون ما قال الله جل اسمه، ودون ما قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وأصحابه، وأئمة المسلمين من بعدهم، مع أنكم قد بحثتم وفتشتم وقلتم، وتجاوزتم وأخطأتم، حين زعمتم أن الله يرى بالأبصار

¬__________

(¬1) سورة الفتح آية رقم 10.

(¬2) سورة الزمر آية رقم 67.

(¬3) سورة طه آية رقم 39.

(¬4) سورة الفجر آية رقم 22.

صفحة ١٧٨