الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Abu Cammar Cabd Kafi Ibadi ت. 570 هجري
114

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

تصانيف

وكان مما احتجت به المشبهة من كتاب الله عز وجل أن قالوا: إن الله وصف نفسه في كتابه على لسان نبيه محمد _صلى الله عليه وسلم_، وهو أعرف بصفته منكم فقال: {الرحمن على العرش استوى} (¬1) وقال: {خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش} (¬2) والعرش معروف أنه جسم. عن ابن شهاب: "أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ سأل جبريل أن يتراءى له في صورته قال: إنك لا تطيق ذلك، قال: إني أحب أن تفعل، فخرج رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى المصلى في ليلة مقمرة، فأتاه جبريل عليه السلام في صورته، فغشي على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين رآه، حتى أفاق وجبريل مسنده فقال: سبحان الله سبحان الله، ما كنت أرى أن شيئا من الخلق هكذا، فقال جبريل: فكيف لو رأيت إسرافيل إن له اثني عشر جناحا: جناح منها بالمشرق، وجناح بالمغرب، وإن العرش على كاهله، وإنه ليتضاءل أحيانا لعظمة الله، حتى يعود مثل الوضع حتى لا يحمل عرشه إلا عظمته" (¬3)

¬__________

(¬1) سورة طه، آية رقم 5.

(¬2) سورة الفرقان، آية رقم 59.

(¬3) هذا الأثر مرسل، وابن شهاب من صغار التابعين، ومن أوعية الحفظ والإتقان. قال أبو الزناد: كنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كلما سمع، فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس، ولكن قال أحمد بن سنان: كان يحيى بن سعيد لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئا، ويقول: هو بمنزلة الريح، ويقول: هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء عقلوه. وقال الذهلي: لست أدفع رواية معمر عن الزهري. وقد ثبت من طرق أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأى جبريل بصورته مرتين، وإذا تعارض حديثان قدم أصحها سندا، والله أعلم..

صفحة ١١٤