كتاب مجابي الدعوة

ابن أبي الدنيا ت. 281 هجري
21

كتاب مجابي الدعوة

محقق

المهندس الشيخ زياد حمدان

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

التصوف
دُعَاءُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ
٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعِشَاءَ، فَلَمَّا رَآنِي سَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: مَا قَدِمْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: قَدِمْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، حَتَّى عَدَدْتُ خَمْسًا، فَقَالَ: إِنَّكَ نَاعِسٌ، فَارْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ فَنَمْ، ثُمَّ أَعِدْ عَلَيَّ قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَاذَا جِئْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: خَمْسُمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ: أَطَيِّبٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، لَا أَعْلَمُ إِلَّا ذَلِكَ فَقَالَ لِلنَّاسِ: إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيَّ مَالٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعُدَّهُ لَكُمْ عَدًّا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَهُ لَكُمْ كَيْلًا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ الْأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا، يُعْطُونَ النَّاسَ عَلَيْهِ، فَدَوِّنِ الدِّيوَانَ فَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِلْأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَدْرَةَ ابْنَةِ رَافِعٍ قَالَتْ: فَلَمَّا جَاءَ الْعَطَاءُ بَعَثَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا، فَلَمَّا ⦗٤٤⦘ دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: " غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ لَغَيْرِي مِنْ إِخْوَانِي كَانَ أَجْرَأَ عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي قَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاسْتَقَرَّتْ دُونَهُ، وَقَالَتْ: صُرُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا، فَصَرُّوهُ وَطَرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا، فَقَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً، فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى آلِ فُلَانٍ، وَإِلَى آلِ فُلَانٍ مِنْ أَيْتَامِهَا وَذَوِي رَحِمِهَا، فَقَسَّمَتْهُ حَتَّى بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ، فَقَالَتْ لَهَا بَدْرَةٌ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَظٌّ قَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ قَالَتْ: فَرَفَعْنَا الثَّوْبَ، فَوَجَدْنَا خَمْسًا وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكْنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا قَالَ: فَمَاتَتْ "

1 / 43