58

كتاب المحتضرين

محقق

محمد خير رمضان يوسف

الناشر

دار ابن حزم-بيروت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٧م

مكان النشر

لبنان

تصانيف

التصوف
٨٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ: اعْهَدْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: «أُحَذِّرُكُمْ مِثْلَ مَصْرَعِي هَذَا، فَإِنَّهُ لْا بُدَّ لَكُمْ مِنْهُ. وَإِذَا وَضَعْتُمُونِي فِي قَبْرِي، فَانْزِعُوا عَنِّي لَبِنَةً، ثُمَّ انْظُرُوا مَا لَحِقَنِي مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ»
٨٨ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، دُعِيَ لَهُ طَبِيبٌ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: أَرَى الرَّجُلَ قَدْ سُقِيَ السُّمَّ، وَلَا آمَنُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ. فَرَفَعَ عُمَرُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: «وَلَا تَأْمَنِ الْمَوْتَ أَيْضًا عَلَى مَنْ لَمْ يُسْقَ السُّمَّ» ⦗٨٣⦘. قَالَ الطَّبِيبُ: هَلْ حَسَسْتَ بِذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ عَرَفْتُ حِينَ وَقَعَ فِي بَطْنِي. قَالَ: فَتَعَالَجْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ نَفْسُكَ. قَالَ: «رَبِّي خَيْرُ مَذْهُوبٍ إِلَيْهِ. وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شِفَائِي عِنْدَ شَحْمَةِ أُذُنِي مَا رَفَعْتُ يَدِي إِلَى أُذُنِي فَتَنَاوَلْتُهُ. اللَّهُمَّ خِرْ لِعُمَرَ فِي لِقَائِهِ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَ. ﵀»

1 / 82