46

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

الناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

بيروت

وقال ففهمناها سليمان. وأعطاه الملك ولم يمنّ عليه، بل قال: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب. من ذمّه وفضل المال عليه قال الشاعر: ما المرء إلا بما يحوي من النّشب «١» وقال آخر: لا تغبطن أديبا ماله نشب ... لا خير في أدب إلا مع النّشب وقال جحظة «٢»: إن الزّمان لمن تقدّم في النباهة منقلب وقال البديهي: أكثر المقتفين للعلم والآ ... داب في ذلّة وفي أملاق «٣» وصف العلم بأنه يورث الغنى قيل: الأدب يجلب الجمال ويفيد المال. وقيل: من لم يفد بالأدب ما لا استفاد به جمالا. وفي كتاب كليلة: العالم إذا افتقر فعلمه الذي معه يقوّيه كالأسد معه قوّته التي يعيش بها حيث توجه. قال الأصمعي «٤» لرجل: ألا أدلك على خليل إن صحبته زانك وإن احتجت إليه مانك، وإن استعنت به أعانك قال: نعم، فقال عليك بالأدب. وصفه بأنه يورث الزهد العلم يزهد في الدنيا الضارّة، ويرغّب في الآخرة السارّة. وقال عمر بن عبد العزيز «٥» ﵁: تعلّموا العلم فإنه عون للفقير أما أني لا أقول يطلب به الدنيا ولكن يدعوه إلى القنوع.

1 / 50