المدهش
محقق
الدكتور مروان قباني
الناشر
دار الكتب العلمية-بيروت
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٥هـ - ١٩٨٥م
مكان النشر
لبنان
الْفَصْل الْعَاشِر فِي قصَّة يُوسُف ﵇
لما تمكن الْحَسَد من قُلُوب أخوة يُوسُف ارى الظَّالِم مَال الظَّالِم فِي مرْآة ﴿إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا﴾ فتلطفوا بخداع ﴿مَا لَك لَا تأمنا﴾ وشوقوا يُوسُف إِلَى رياض ﴿يرتع ويلعب﴾ فَلَمَّا أصحروا أظهرُوا المقت لَهُ ورموا بِسَهْم الْعدوان مَقْتَله ففسخ نَهَار رفقهم بِهِ ليل انتهارهم لَهُ فصاح يهودا فِي بقايا شفق الشَّفَقَة واغباش غيابة الْحبّ ﴿لَا تقتلُوا يُوسُف وألقوه فِي غيابة الْجب﴾ فَلَمَّا ألقوه وَقَالُوا هلك جَاءَ ملك من عِنْد ملك يَقُول ستبلغ أملك ﴿لتنبئنهم﴾ فعادوا عَمَّن عَادوا كالأعشى ﴿عشَاء يَبْكُونَ﴾ ولطخوا قَمِيصه الصَّحِيح ﴿بِدَم كذب﴾ فلاحت عَلامَة سَلامَة الْقَمِيص كي يظْهر كيدهم فَقَالَ حَاكم الفراسة ﴿بل سَوَّلت﴾
فَلَمَّا ورد وَارِد السيارة باعوا الصدفة وَلم يتلمحوا الدرة وَاعجَبا لقمر قومر بِهِ فَلَمَّا وصل إِلَى مصر تفرس فِيهِ الْعَزِيز فأجلسه على اعزاز ﴿أكرمي﴾ فشغف قلب سيدته وفرى فراودته فَسَار بأقدام الطَّبْع فِي فلاة غفلات ﴿هَمت بِهِ وهم بهَا﴾ رد ﴿لَوْلَا أَن رأى﴾ فانقذ قوى الْفِرَار وَمَا استبقى ﴿واستبقا﴾ فانبسطت يَد الْعدوان وامتدت ﴿وقدت﴾ فَلَمَّا بَانَتْ حجَّته فِي ابان ﴿وَشهد شَاهد﴾ أخذت تزكي مصراة الْإِصْرَار بِيَمِين يَمِين ﴿وَلَئِن لم يفعل﴾ فَاخْتَارَتْ درة فهمه
1 / 94