عم الحسناوي، في القديم، هو شيخ قبيلة الحنانشة (٥٤) التي كنت مقيما عندها، ولأنه حاك مؤامرات ضدي، حكم عليه بالإعدام واستبدل برزقي الذي أبدى لي كثيرا من الإخلاص. ولإرضاء أسرة الحسناوي (٥٥) عينت هذا الأخير كاتبا للشيخ. ولكن حقده علي اضطره إلى التنازل عن منصبه، فلجأ إلى تونس أولا، ثم ذهب إلى يوسف في عنابة دون أن يقطع إطلاقا الرباط بيني وبينه. وذات يوم طلب من بوعزيز أن يعينه شيخا على الحنانشة في مكان رزقي، ولهذا الغرض قدم له مبلغا كبيرا من المال وعلى الفور استجاب بوعزيز إلى الطلب وجاء يرجوني أن أقوم بهذا التبديل.» ولكنني - قلت له - كيف أثق في عدوي وكيف تريدني أن أخلع رزقي وقد كان دائما مخلصا لي. إن ما تشير به علي ليس من العدل في شيء.» وقاومت طويلا، غير أنني كنت، في ذلك الوقت تقريبا تحت رحمة بوعزيز فاضطررت إلى القبول. فعين الحسناوي وابتعد رزقي عني.
لكنه عندما علم بسبب عزله قصد بن قانة، بدوره، ووعده
_________
(٥٤) - قبيلة كبيرة تمتد أراضيها من تبسة إلى الأوراس. تستطيع أن تجند ما بين ٢٥٠٠ و٣٠٠٠ فارس، و٦٠٠٠ جندي راجل.
(٥٥) - تستطيع هذه الأسرة أن تجند أكثر من ٥٠٠ فارس.
1 / 85