وقبل احتلال قسنطينة بمدة قصيرة، كان الحاج عبد القادر قد كتب إلى العرب يخبرهم بأنه أبرم الصلح مع الفرنسيين الذين اعترفوا بسيادته على كامل أنحاء البلاد، وعليه يطلب منهم أن يتخلصوا من سلطاني ويدخلوا في طاعته. «وإذا لم تفعلوا ذلك، فإنني أثير عليكم الفرنسيين وفي وقت وجيز ستسحقكم قواتي وقواتهم». ولم يكن لهذه الرسائل تأثير كبير على عرب قسنطينة، ولم يستجب لعبد القادر غير فرحات بن سعيد الذي كان يعمل على استغلال جميع الفرص التي من شأنها أن تخدم مشاريعه ضد بوعزيز بن قانة. وتعين خليفة لعبد القادر في الصحراء وأعطاه هذا الأخير رسائل اعتماد. ولكنه قبل التورط معه كليا واستعمال تلك الرسائل، عزم فرحات على الذهاب إلى ناحية قسنطينة التي تكون مسرحا لكثير من الأمور الهامة، وكما ذكرت، عمل على أن لا يصل إليها إلا عندما يتم النصر لواحد من الطرفين.
وبالفعل، فإنه لم يصل إلا بعد مرور سبعة أيام على السلم، ولما رأى أنني متجه إلى الصحراء حاول أن ينضم إلى الفرنسيين وعرض عليهم اقتراحات فيما يخص التحالف. فطلب أن يعترفوا به كشيخ للعرب وأن يمدوه بالجيوش
1 / 80